أنكر، أمس، الضباط وأفراد الشرطة المتهمون في قضية ضرب بعض السجناء في سجن دبي المركزي المقضي والتسبب بإحداث عاهة مستديمة، وإصابة أدت إلى عجز، والتعامل بقسوة مع السجناء، التهم المنسوبة إليهم، امام محكمة جنايات دبي التي أجلت نظر القضية إلى 13 من أبريل الجاري للاطلاع والاستعداد، وكانت «الإمارات اليوم» عرضت تحقيقاً صحافياً في شكاوى سجناء تعرضوا للضرب.
وأشارت اللائحة التي أعدتها النيابة العامة حول الواقعة إلى أن المتهمين -أربعة ضباط و21 فرداً- اشتركوا في التحريض على الجرائم، واستعملوا القسوة مع بعض السجناء، واعتدوا عمداً على سلامة أجسام المجني عليهم؛ ما أدى إلى عاهة مستديمة، واعتدوا كذلك على أجسام آخرين؛ ما نتج عنه إصابتهم بالأمراض أو العجز.
وقال أحد الشهود في القضية الرائد «س.م» «بينما كنت في إجازتي السنوية تم استدعائي من قبل القائد العام في شرطة دبي، وطلب مني الانتقال للتأكد من صحة المعلومات التي وردت للقيادة عن تعرّض أحد النزلاء للاعتداء في السجن المركزي».
ثم كلف أحد الملازمين الانتقال إلى مستشفى راشد، حيث كان أحد السجناء يتلقى العلاج فيه جراء تعرضه للاعتداء في السجن، فتقابل معه، وتبين له بأنه فعلاً تعرض للاعتداء من قِبل أفراد السجن المركزي، حيث كانت به إصابة بالغة في الظهر.
كما كُلف ملازم آخر الانتقال إلى السجن المركزي للتحقق من الواقعة، وتوصل من خلال بعض المساجين إلى أنهم تعرضوا للاعتداء من قبل قوة مكافحة الشغب، وبعض مراقبي السجن أثناء التفتيش، ولكنه لم يتوصل للشخص الذي اعتدى على السجين «س» وذكر له بعض المساجين أنه سقط على الدرج. وبناء على تلك المعلومات باشر بنفسه عملية التحقيق في الموضوع، وإجراء البحث والتحري وسؤال المصادر السرية، والاطلاع على بعض التسجيلات الرقمية، وبالفعل توصل إلى إثبات يؤكد تعرض المساجين إلى اعتداء اثناء التفتيش.
وتوصل الشاهد من خلال التسجيل الذي شاهده إلى أن الاعتداء كان عشوائياً على المساجين، حيث كان أي شخص يمر في الممر أمام أفراد السجن أو قوة الشغب كان يضرب باليد أو الرجل بطريقة عشوائية، وبعضهم كان يعرقل المساجين عمداً كي يسقط على الأرض، ومن خلال تدقيقه على التسجيل قام بنسخ صور عدة يبين فيها بعض أفراد مرتب السجن المركزي وهم يعتدون على المساجين.
وكان من بينهم الشرطي «م.ص» الذي كان أكثر الأشخاص وضوحاً في التسجيلات، يعتدي على المساجين، حيث كان يعتدي عليهم بصورة عنيفة تصل إلى الوحشية، ويركلهم بقوة، ويضربهم بيده على ظهورهم، واتضح من خلال صورتين قدمتا إلى النيابة العامة أنه كان يضربهم بقوة دون مبرر إلا أنه لم يستطع التعرف إلى المساجين. بالإضافة إلى العريف أول «خ.م» الذي كان يعتدي على المساجين بالركل والضرب، بالإضافة إلى أنه كان عنيفاً نوعاً ما، ولكنه أقل عنفاً من الشرطي السابق ذكره، حيث كان يضرب السجناء في الممرات بالرفس، وكان يعتدي على المساجين دون مبرر.
بالإضافة إلى أن العريف «إ.غ» والملازم «م.ع» وأفراد الشرطة «ي.م» و«أ.غ» و«ع.ع» و«م.ع» و«س.ج» و«خ.أ» و«م.ع» و«ح.ع» كانوا يعتدون على المساجين، إما باليد أو الركض وراءهم، وضربهم أو ركلهم من الخلف. أما بقية أفراد مرتب السجن الذين كانوا موجودين في العملية فلم يشاهدهم من خلال التسجيلات التي حصل عليها وهم يعتدون على المساجين، ولكن هناك معلومات مصدرها بعض المساجين تؤكد تعرّضهم للاعتداء من قِبل أفراد السجن.
الامارات اليوم