أول طيارة عسكرية إماراتية تحلم بوضع علم الدولة على القمر
فاطمة المنصوري: الإنجازات الكبيرة تبدأ بالحلم-
لم تخطط فاطمة المنصوري في صغرها لأن تكون طيارة. كانت تريد أن تدرس العلاقات الدولية والالتحاق بالسلك الدبلوماسي. لكن ''إعصاراً داخلياً أو إلهاماً'' قادها إلى تحويل مسارها، وانتهى إلى جعلها واحدة من أول أربع فتيات إماراتيات ينضممن إلى القوات المسلحة طيارات حربيات.
بدأ التحول في العام ،2003 حين التحقت المنصوري (25 عاماً) بمدرسة الإمارات للطيران المدني، التي شجعها أهلها وصديقاتها على الانضمام إليها، لتدخل حقلاً لم يجذب كثيراً من الفتيات من قبل. وفي العام ،2006 لاحت فرصة جديدة للمنصوري حين فتحت كلية خليفة بن زايد الجوية في العين باب الالتحاق بالطيران الحربي أمام الفتيات.
اغتنمت المنصوري الفرصة. وبعد عامين من التحاقها بالكلية، وقفت في 17 يناير الجاري مع زميلاتها الثلاث في طابور الخريجين ملازم طيار في حفل تخريج كلية خليفة بن زايد الجوية، الذي شهده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
ودشنت المنصوري وزميلاتها الثلاث بذلك مرحلة جديدة لبنات الإمارات في مجال الخدمة العسكرية، التي التحقت بها المرأة لأول مرة في العام ،1990 حين افتتحت مدرسة خولة بنت الأزور.
''علمني الطيران الجرأة واتخاذ القرارات الصعبة''، تقول المنصوري. وفي كلية خليفة الجوية ''بدأت تجربة جديدة تتميز بالانضباط والدقة والصرامة''.
وتلك كانت تجربة ''ثرية وناجحة'' بالنسبة للمنصوري.
لم تخل التجربة من الصعوبات. لكن المنصوري تؤكد أن التصميم والصبر وتشجيع قادتها وزملائها في الكلية ساعدتها على تجاوزها.
''كانوا فخورين بي وبزميلاتي الثلاث خصوصاً بعد المراحل الصعبة التي واجهناها بشجاعة خلال التدرب على الإقلاع والهبوط بالطائرات العسكرية''، تقول المنصوري عن قادتها وزملائها.
وحين كانت تواجه المزيد من الصعاب، تقول المنصـــوري إنها كــانت تتذكر مثلها الأعلى الفـريــق أول ســـمو الشـــيخ محمــد بــن زايـــد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ''وخطواته الثابتة في الحياة العسكرية، وجهوده الكبيرة خصوصاً في مجال الطيران''.
وعندما حلقت في الجو تنفذ عروضاً جوية وحركات بهلوانية لأول مرة، كانت ''سعادتي لا توصف''، تقول المنصوري في حديث مع (الاتحاد) شجعت فيه مواطناتها على الانضمام للقوات المسلحة.
''لا توصف'' أيضاً كانت سعادة أسرة المنصوري بإنجاز ابنتها.
فلما رفعت الستارة عن صف الخريجين، الذي وقفت فيه المنصوري، تقول والدتها، ''شعرت بأن والد فاطمة المتوفى عاد إلى الحياة من جديد، وأنه هو من يستقبل هذا النجاح وهذا التكريم'' من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
تفتخر المنصوري بأنها حققت جزءاً من حلمها بتخرجها في كلية الطيران الحربي. وهي الآن تأمل بإكمال الحلم بأن تكون أول رائدة فضاء عربية.
''يراودني حلم كبير، وهو وضع علم بلادي على سطح القمر''، تقول المنصوري. وهي تتطلع إلى تحقيق حلمها لأنها تؤمن بأن ''الإنجازات الكبيرة تبدأ بالحلم.'' وتؤكد: ''على الإنسان أن يتحلى بالإرادة والصبر والأمل لكي يحقق طموحاته''.